أروع أغاني الحماسة السودانية والسيرة ,,,,

[امير عبدالله همه]

أغنية الآلاف درجن قيلت في الشيخ الأمين ود مسمار ولقد الفتها رقية أخت
الشيخ الأمين عندما انتصر في واقعة الهلالية والتي كانت بين الهمج
والعبدلاب ويقال إن الشيخ الأمين هوى بسيفه على أبكر بن وحش( احد كبار
الفونج والذي أوكل إليه ناصر ابن محمد أبى اللكيلك قيادة الجيش الذي عبر
النيل إلى الهلالية) فشطره نصفين وحام به فرسه بهذه الصورة المروعة فكان
ذلك من أسباب الرعب الذي ملأ قلوب الأعداء ولقد صورت لنا الشاعرة هذه
الواقعة حيث قالت ...

من قومة الجهل ما خوفوك باخ
تور بقر الجواميس الرقادن لخ
نقروبو أم هبك الدرباخنه تضخ
قرنك بفتح الهامه وبمرق المخ

، فحاقت بالهمج أبشع هزيمة (كتاب مشيخة العبدلاب صفحة 326) أما نعوم شقير
في كتابه جغرافية وتاريخ السودان فلقد قال إن الشيخ رجب ابن الشيخ محمد
أبى اللكيلك احد وزراء الفونج أرسل أخاه ناصر إلى الجزيرة ومعه نحو 700
فارس لمحاربة الشيخ الأمين الذي كان مقيما بالهلالية ولم يكن مع الشيخ
الأمين حين مقابلته لهم إلا 16 فارسا من أولاده وعبيده ولقد ذكرت لنا رقية
بنت مسمار هذا العدد في أغنيتها قائلة ...


غنى وشكري يا اختو يا ريا
تمساح الكوانى الضارب الليه
سمعنالن خبرا في الهلالية
خمستاشر جواد سكن سبعمائه


فهزم ناصر الأمين ود مسمار وولى أخاه بادي بن مسمار مشيخة قرّى بدله وذلك
سنة 1198 هجرية 1784 م (جغرافية وتاريخ السودان ص 400) ... وبغض النظر عن
من انتصر في هذه المعركة ( هذه مهمة المؤرخين) فما يهمنا بعد هنا هو إن
الشيخ الأمين ود مسمار قد استبسل في هذه المعركة واستطاع بعدد قليل من
الرجال لا يتجاوز 15 فارس أن يقاتل جيشا فاق عدده 700 فارس فكتبت أخته
رقية هذه القصيدة تمدح شجاعته وبسالته.